من منا لم يشعر بالقلق والضيق وعدم القدرة على النوم في بعض الليال؟ ربما تعود أسباب ذلك إلى الهموم اليومية التي نحملها، الشعور بالذنب من بعض التصرفات الخاطئة التي يمكن أن نقع فيها عن دون قصد، وبالتأكيد الخوف من المستقبل والقلق من كل ما هو قادم. لكننا نعلم جيداً أن هناك حل سحري يمكننا استخدامه للتخلص من هذه الهواجس والمشاعر السلبية، وإدخال السكينة على قلوبنا والحصول على نوم هانيء والاستغفار عن جميع ذنوب اليوم السابق، ألا وهو اذكار النوم.
واذكار النوم وردتعلى لشان الرسول الكريم "محمد" صلي الله عليه وسلم، وكان يحرص عليها قبل الخلود للنوم كل ليلة، وكذلك ينبغي على كل مسلم، فهي تحصن من الشر والشيطان، وتبدأ عادة بآيات من الكر الحكيم، فيتم تلاوة سورة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، ثم سورة الكافرون، يليها الأدعية المخصصة، فتحصّن الإنسان عند النوم وتعطيه آلاف الحسنات ويغفر الله بها الذنوب كما أنه لو مات ليلتها مات على الفطرة. و اذكار النوم حصن لكل مسلم، وهيمن أهم العبادات، تذكر الخالق والاعتراف بفضله في نهاية كل يوم يمنحنا القدرة على تحمل مصاعب يوم جديد، إنها تذكرنا بكل النعم التي نتمتع بها دون أن نشعر، وتعطينا الأمل الكافي لرؤية المستقبل بشكل أوضح والثقة في الله وتدبيره. وهو سبب لكسب رضا الله وذكر الله لعبده، وإذا ذكر الله عبده تولى شئوونه وقضى حوائجه ولباه عند ندائه وحفظه وبات في معيّته.
الأذكار أيضاً بشكلعام تمنح الطمأنينة والراحة وهي أمان من عذاب الله، وسبب للدخول فيمن أظلهم الله يوم القيامة حيث لا ظل إلا ظله، كما أنها تذّكر العبد دائماً بالله، فيبعد عن غفلته ويترك المعاصي، ويحصل على الأجر العظيم والاهم أنها ترقق قلبه وتخلصه من قساوته وتقربه من الله، فعندما يدعو العبد ربه بدعاء: "اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك" فهو هنا يسلم أمره بالكامل إليه، ويستند إلى عدله وينتظر عفوه وقضائه، وهذا أعلى درجات الإيمان.